شبكة الجيل الخامس

بقلم الدكتور : الأيهم العباس

الايهم العباس

إن الشعار الرئيسي للجيل الخامس من شبكات الاتصالات هو الانترنت لكل شيء أو انترنت الأشياء.
أي أن كل شخص وكل شيء سيكون متصلا بالانترنت، فأي أداة أو جهاز في البيت أو في الشارع أو أي مكان عمل سيكون متصلا بشبكة الانترنت، وهذا ما يقودنا إلى مصطلح المدن الذكية.

قبل الدخول الى عالم الجيل الخامس دعونا نقوم بجولة في عالم الشبكات السابقة , وبشكل عام إن مبدأ عمل جميع الشبكات متشابه, حيث أنها تستخدم تقنيات لاسلكية لنقل البيانات عبر الهواء ومن أبراج خلوية إلى هواتفنا النقالة وأجهزة الاستقبال الاخرى.
في سبعينيات القرن الماضي وتحديدا في عام 1973 كانت ولادة الانترنت بشكل رسمي, حيث استخدمتها ملكة بريطانيا الملكة اليتزابيث الثانية, لترسل أول بريد الكتروني خاص بها , وهنا تكون قد بدأت حقبة الجيل الاول من الاتصالات .

first generation
first generation

أما الجيل الثاني فلقد تم اطلاقة في عام 1981 وهو ذو سرعة بطيئة مقارنة بما نستخدمه اليوم وتقدر ب 1كيلو بايت في الثانية .
وفي عام 1998 تم تطوير الجيل الثالث من هذه الشبكات الذي يتمتع بسرعة عالية نسبيا مقارنة بسابقتها, حيث تصل سرعة نقل البيانات في هذه الشبكة الى 8 ميغا بايت في الثانية .
وفي الالفية الثانية وتحديدا في عام 2008 تم الانتقال الى الجيل الرابع من الشبكات ذات السرعات العالية التي تصل الى 100 ميغا بايت في الثانية وهو رقم لا يصدق في ذلك الوقت.

أما محور حديثنا لهذا اليوم وهو الجيل الخامس للإتصالات أو
الجيل الخامس للأنظمة اللاسلكية تقنية ( 5G (The 5th Generation wireless 
فلقد بدأت برامج التطوير لها منذ اطلاق الجيل الرابع الى ان أصبحت حقيقة ملموسة في يومنا الحالى, والتي تصل تصل سرعة نقل البيانات الى 8 جيجا بايت في الثانية, ويمكن رفعها في المستقبل لتصل 20 جيجا بايت في الثانية, وهي سرعة مهولة جدا قادرة على توفير الاتصالات لمليون شخص في الكيلو متر المربع الواحد.

ولكن كما هو الحال في جميع التقنيات الحديثة فإن تقنية الجيل الخامس لها من محاذير كثيرة على صحة البشر كما رصدت الكثيير من التقارير بأنها تؤثر على الدماغ والجملة العصبية للإنسان , حيث يبلغ تردد الموجات المستخدمة لنقل البيانات في هذا الجيل 24 جيجا هرتز وقد تصل الى 47 جيججا هيرتز في السرعات الاعلى وهو رقم عالي جدا مقارنة بالترددات السابقة والتي تستخدم الميغا هيرتز كواحدة لقياس التردد.

يقول المختصون في مجال الاتصالات أن تقنية الجيل الخامس تحد من خصوصية المستهلك, لأنها تمنح مزودي الخدمات وشركات الاتصالات مزيدا من التحكم في كيفية استخدام الشبكة , وهذا ما قاله تحديدا ( أبو الانترنيت) العالم فينت سيرف , ولقد أردف سيرف , أن هذا التحول في التصميم لهذا الجيل, يمكن أن يسمح لشركات الاتصالات أن تفرض رسوما مختلة على خدمات معينة, والذي يوثر على شركات أخرى مثل غوغل , التي تستهلك الكثير من النطاق الترددي.

 وهذا ما يفسر فعلا السجال القائم بين الصين من جهة ممثلة بشركة هواوي مالكة معظم براءات اختراع الجيل الخامس , وبين الولايات المتحدة ممثلة بشركة غوغل العملاقة.